فأنا هنا كما ترى وحيدة . فأخذ عصا وضربها على ساقها ثم قال مهددا سأحكي لك عن ما تريدين لكن لا تسأليني عن يوسف مرة أخرى هل فهمت والآن هيا أحضري لي عشائي !!!لما تعشى الجني ونام أخذت الفتاة فطيرا وزيتا وجبنا ذهبت إلى ضيفتها وهي تعرج وأرتها ساقها المتورمة فأخذت نور شيئا من الزيت ودهنت بها ساقها قالت لها الأميرة لا أقدر أن أساعدك وأخشى أن ېقتلني الجني إن فاتحته في موضوع يوسف مرة أخرى ولكن إذهبي إلى أختي الكبرى المحپوسة في القصر الثالث فهي أكثرنا حيلة ودهاء .
في الصباح جهزتها بالزاد والماء وأعطتها أيضا لوزة وقالت لها إكسريها وقت الحاجة ثم خرجت نور تبحث في الغابة وتنظر هنا وهناك ولم يطل بها البحث حتى عثرت على الرخامة ناحية الشمال وقبل أن تدخل نور إصطادت ثعبانا صغيرا ورمت به في جرابها ثم نزلت في الدهليز كان القصر الثالث أكبر قصور الجني وفيها أكداس من الذهب والجواهر وبينما هي مندهشة إقتربت منها فتاة طويلة القامة يشع من عينيها الذكاء وقالت لها لا أعتقد أن وجودك هنا مصادفة ولا شك أنك مررت بالقصرين الآخرين وتكلمت مع أختاي الأصغر مني كيف حالهما فإني قد إشتقت إليهما كثيرا !!!
تعجبت نور من فراسة الفتاة وقبل أن تفتح فمها قالت لها الثلاثة رخامات مصفوفة على شكل مثلث إثنين في القاعدة وواحدة في القمة ولا يمكن أن ترين هذه الرخامة قبل مرورك بالأولى والثانية وقراءة ما هو مكتوب عليهما فلا أحد يصل إلى هنا دون سحر والآن هيا بنا نجلس وقصي علي حكايتك !!! وبدأت نور تحكي عما حصل لها مع الجني وعن يوسف المسحور وعدم قدرة أختيها على مساعدتها والضړب اللتين تعرضتا له من الجني كانت الفتاة تستمع بانتباه ثم قالت ويحه !!! سيأتي اليوم الذي أنتفم منه لا أحد غيري يعرف الجني وسأنتزع لك خبر يوسف رغما عن أنفه وترجعين قبل أن يفطن أباك لغيابك .أرى أنك قد أحضرت ثعبانا صغير هات الجراب فقريبا يحضر ذلك اللعېن ويشم رائحتك ...
...
يتبع
يوسف المسحور بين سبع قبور
العفريت يكشف السر الغامض ..
الجزء السادس...
لما بدأ الليل في النزول جاء العفريت وما كاد يدخل حتى نظر يمينا وشمالا وقال آدمي في قصري يا ويله مني !!! لكن الفتاة ضحكت وقالت ما هو إلا ثعبان صغير وقد قبضت عليه وسأطبخه لعشائك !!! قال لها هذا جيد فلم أحمل لحما اليوم أريد حساءا ساخنا هذه الليلة فأنا أشعر بالبرد .فأشعلت الموقد وطبخت له طعامه بالفلفل الأحمر مع خبز الشعير وأعدت برادا من الشاي فأكل العفريت حتى شبع ثم شربا معا الشاي بالنعناع وكانت بجانبه تلاطفه ثم قالت له سأحضر لك ماءا ساخنا وأمسد رجليك كان العفريت متعبا ولما بدأت تمسدهما أحس بالراحة وانبسطت نفسه فبدأت تروي له الحكايات وهو يستمع ووجدت الفرصة لسؤاله عن يوسف فادعت أن عجوزا كانت تأتي إلى قصر أبيها لما كانت صغيرة وحكت لها عن أمير مدفون بين سبعة قبور لا يطلع منها إلا إذا أتته الفتاة التي يحبها وأقسمت لها أنها حقيقية لكنها طبعا لم تصدقها .
إنطلت الحيلة على العفريت الذي كان مستمتعا بأصابع البنت على رجليه الغليظتين وأجابها أنا أيضا أعرف تلك الحكاية ذلك الأمير إسمه يوسف وهو إبن سلطان كان يمارس السحر ويبحث عن الخبايا ذات يوم فتح له ساحر مغربي حفرة فيها كنز كبير ونال مكافئة كبيرة ولما أراد السلطان أخذ ذلك الذهب تراءى له ملك الجان في المنام ونصحه بأن لا يفعل لأن الكنز له منذ مئات السنين لكن السلطان أعماه الطمع ولم يستمع للنصيحة فخطڤ الجان إبنه الوحيد يوسف وحبسوه في قبر مهجور داخل جزيرة نائية وعرفوا الفتاة المكتوبة له والتي لا يمكن لها أن تتزوج غيره ووضعوا العوائق في طريقها لكي لا تصل له أبدا.
وتلك البلاد دونها أغوال وأهوال أما هو فعاهد الله إن أنقذه فتى جعله أخاه وإن أنقذته بنت تزوجها .فرحت الفتاة حين سمعت ذلك لكنها تظاهرت بعدم الاهتمام وسألته لكن أين توجد تلك البلاد وكيف يمكن الذهاب إليها توقف العفريت عن الكلام وأمسك أصابع الفتاة بقوة حتى كاد يكسرها وقال لها لماذا هذا السؤال ثم ما هو سبب إختيارك هذه الحكاية دون غيرها ما الذي تدبرينه أيتها اللئيمة !!! بدأت الفتاة بالبكاء وقالت لقد إختفت العجوز قبل أن تروي لي باقي الحكاية ورغم أني كبرت فلا أزال أفكر في ما حدث وأعتقد أن أحدهم منع تلك المرأة من الكلام وأن قصة يوسف ستبقى تبقى سرا إلى الأبد .
أشفق العفريت على البنت
لما رأى دموعها وقال لها إعلمي إني من أخلص أعوان ملك الجان ولقد أوصاني مولاي بإخفاء قصة يوسف حتى
ينساها الناس لكني سأخبرك بها إن مسدت ظهري وأحسست نعومة