الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
_ مراتك قـت-لت زميلها في الجامعة.
_ عشان هو اعتد-اء عليها..
كُنت باصة من الشباكَّ، وساكنة تمامًا، ويمكن دي حالتي اللي بقيت عليها مؤخرًا بعد حا-دثـة "احمد" بـ اسبوعين، محجوزة في مصـ-حة نفسية..
فاكرة أن بعد ما ضر-بتُه، كُل حاجة بقت مشوشة قُدامي، ومش فاهمة ولا مستوعبة حاجة..
واخر حاجة شوفتها، "نـوراة" وهي بتجري عليَّا عايزة تمسكني من شعـري وهي بتصُر-خ في وشيَّ، والليَّ كان بيمنعها "زيــاد" ؟!! وبعدها بقيت عـتمِة.
ولما فوقت لاقيت نفسي في المُستشفي، واول حد عيني جات عليـه كان "فـارس"، اللي قـرب مني بلهفة كبيرة..
_ يثـربّ انتي فوقتي؟ تعبانة فيكِ حاجة؟
بصتلـُه لـ دقايق، وانا مِش فاهمة حاجة ! لساني تقـيل جدًا، عايزة اتكلم ومِش قادرة، مفهمتش ليـه؟
وحاولت اوصـُله دا يمكن يفهمني، بصلـّي بقلق وهو بيمسك ايدي:
_ مالـك يا يـثربّ؟ مش بتتكلمي ليه؟!
_ هنادي الدكتورة دلوقتي.
دخلت معاه، وابتدت تتكلم معايا وانا كان ردي عليها بلغة الإشارة، ابتسمتلي وخرجت مع "فـارس" برا،
كان عندي فضول فظيع اعرف ايه اللي بيحـصل !
و"احمـد" جرالُه ايه؟ خـوف كبير من أن أوصل لـ قاتلة كمان..
_ زي ما قولتلك، النـوبة مع صـدمتها في اللي حصل،
ادي لفُقدان نُطق مؤقت.
عنيـه وسِعت بدهشة:
_ طب وبعدين؟
_ متقلقش مع العلاج المُكثف اللي كُنا هنبدئُه، خطوة خطوة، أعصا-بها هتهدأ وتبدأ تتكلم.
_ والجلسات اللي كانت هتبدأها، ايه نظامها.
_ بصراحه، يُستحسن نلغي حكاية زيارة الجلسات دي، وتتحجز في مص-حـه نفسية، افضل كتير، هنتابعها بشكل أكبر، دا غير أن حالتها بتسوء مينفعش تتأخر عن كِدا.
دخـلي تاني وسحب الكُرسي وقعد قُدامي، بصتُله بـ استفهام ملهوفًَ، ملس علي شعري ببطمني:
_ الكلام فترة صُغيرة، ومع الوقت هتخِفي وهترجعي تتكلمي احسن من الاول كمان.
نكَست راسي بُحزن هو أنا كُنت ناقصة دا كمان ؟!، رفع دقني ليه وهو بيكلمني بحنية:
_ مش عايز اشوف نـظرة الحُزن اللي في عيونك دي،
هي مسألة وقت مع علاجك، وربنا مش بيجيب حاجة وحِشة، هتبقي أحسن أن شاءالله.
وللـ غريبة هو فهِمني علي طول !:
_ عايش اطمني، وهو اللي هيتحبس كمان انتي ملكيش ذنب، ربنا بيحبك يا يـثربّ.
بدأ يحكيلي، لما دخلوا كُنت في حالة غريبة من عدم الوعي اللاوعي، بصُر-خ وانا مُنه-ارة وسادة وداني بـ ايدي وبطلُب منُه يوقف ضـر-ب وانا هسمع كلامُه !
في المُستشفي بعد ما ركبولي الكلابشات لأني مُتهمة في محاولة قت-لُه، "فارس" كان وصِل بعد ما رن علي موبايلي كتيير وردو عليه عرفوه اللي حَصل، وجالس علي طول، بس لما شافني متكلبـشة، اتعصب، وخـرج للظابط اللي بيستجوب "نـوراة، ومحمد ونسمة وزياد"...