قصّة الفتاة أم النمر

موقع أيام نيوز


أشد العقاپ بذلك الشاب الذي تجرأ على القيام بتلك السابقة التي ما سبقه إليها من أحد حتى وإن فتح الباب الذي تختبئ خلفه الحسناء.
ثم جاء اليوم الموعود وتجمع الناس من كل حدب وصوب في الساحة التي ضاقت بالحاضرين كيف لا والمحاكمة هذه المرة استثنائية وبامتياز. أخذ الجميع أماكنهم أعطيت الإشارة ففتح الباب المخصص للمتهمين وخرج الشاب إلى الساحة.

كانت الملامح الملائكية ترتسم علامات فارقة على وجه ذلك الشاب الطويل القامة البهي الطلعة لتأسر قلب كل من رأاه فلا جرم أن تقع الأميرة في حبه ثم كيف لا تقف الطير على رؤوس هاؤلاء الناظرين إليه وهو لا يحول بينه وبين المۏت إلا بضع خطوات فيال الله ويال هذا القدر المبرم اللا يرد.
بمجرد خروجه إلى الساحة إستدار صوب الملك وانحنى ليلقي عليه التحية على أنه في تلك اللحظات الحرجة لم يكن ليلقي بالا للملك ولا لشعبه طرا كانت عيناه تمعنان النظر في سارة معرفة منه بمقدار إهتمامها بهذه المحاكمة فهي طرف فيها بطريقة أو بأخرى.
ما من شك في أن تكون الأميرة من القوة بمكان بحيث استطاعت أن تحافظ على رباطة جأشها وهدوء أعصابها لمثل هاكذا يوم فبعد أن أطلقت من الألسن ما أطلقت بالذهب تارة وبكيد النساء تارة أخرى احتفظت لنفسها بسر ما وراء البابين لا بل وحتى اسم الفتاة المختبئة خلف أحدهما.
كانت تلك الفتاة إحدى جميلات المملكة مما جعلها محط كراهية الأميرة التي وجدت في شرف أصلها ووضاعت أصل غريمتها خير وعاء لصب غيرتها كما إن منظر تلك الوضيعة الأصل وهي تنافس ولية نعمتها على حبيبها أصبح هاجسها الذي تغفو عليه وتصحو.
في لحظة توتر مصيرية التقت عينا الشاب بعيني حبيبته التي لم تستطع مقاومة نظراته وهي تتوسلها أن تكشف عن السر ما وراء البابين بالقول أيهما كما لو أنه يصيح بأعلى صوته افعلي شيءا من أجلي فليس ثمة وقت أمامي! إذ ذاك بدا على الأميرة الإضطراب كونها تعرف خلف أي باب تختبئ الحسناء وخلف أي باب يختبئ النمر ناهيك عن أن حياة حبيبها مرهونة بإشارة من يدها.
ودون أن يشعر بها أحد رفعت يدها وأنزلتها بسرعة البرق فانتصب الشاب واقفا وتوجه إلى حيث أشارت. أرخى الړعب بظلاله على المكان وحبس الجميع أنفاسهم وتركزت الأنظار على ذلك السائر نحو مصيره بخطا واثقة والذي ما إن وصل إلى الباب الأيمن حتى فتحه دون ما تردد.
على هذه النقطة تحديدا تتمحور قصتنا من عساه يخرج من وراء ذلك الباب هل تكون الحسناء أم تراه يكون النمر في الحقيقة إننا كل ما فكرنا بالإجابة كل ما إزدادت المسألة صعوبة وتعقيدا إذ لا شك أنها تقتضي أن نسبر أغوار النفس البشرية المعقدة بطبيعتها من أجل ذلك لا أجدني أدعوكم
 

تم نسخ الرابط