القول في تفسير قوله تعالى : فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ..
وقال قتادة : هو الجدول بلغة أهل الحجاز .
وقال وهب بن منبه : السري : هو ربيع الماء .
وقال السدي : هو النهر ، واختار هذا القول ابن جرير ## وقد ورد في ذلك حديث مرفوع ، فقال الطبراني :
حدثنا أبو شعيب الحراني : حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي حدثنا أيوب بن نهيك ، سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسـgل الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إن السري الذي قال الله لمريم : { قد جعل ربك تحتك سريا } نهر أخرجه الله لتشرب منه ” وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه ## وأيوب بن نهيك هذا هو الحبلي قال فيه أبو حاتم الرازي : ضعيف . وقال أبو زرعة : منكر الحديث . وقال أبو الفتح الأزدي : متروك الحديث .
تفسير القرطبي : معنى الآية 24 من سورة مريم
قوله تعالى : فناداها من تحتها قرئ بفتح الميم وكسرها .
وقوله : ألا تحزني تفسير النداء ، ( وأن ) مفسرة بمعنى أي ، المعنى : فلا تحزني بولادتك .
قد جعل ربك تحتك سريا يعني عيسى .
قال الحسن : كان والله سريا من lلرجــLل .
ويقال : سري فلان عـLـي فلان أي تكرم .
وفلان سري من قوم سراة .
وقال الجمهور : أشار لها إلى الجدول الذي كان قريب جذع النخلة .
قال ابن عباس : كان ذلك نهرا قد انقطع ماؤه فأجراه الله تعالى لمريم .
والنهر يسمى سريا ؛ لأن الماء يسري فيه ؛ قال الشاعر :سلم ترى الدالي منه أزورا إذا يعب في السري هرهراوقال لبيد :فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاورا قلامهاوقيل : ناداها عيسى ، وكان ذلك معجزة وآية وتسكينا لقلبها ؛ والأول أظهر .
وقرأ ابن عباس ( فناداها ملك من تحتها ) قالوا : وكان جبريل – عليه السلام – في بقعة من الأرض أخفض من البقعة التي كانت هي عليها .