مع عشبة خضراء فأرسلن عبيدهن في الليل لحړق المنزل ولما خرج حسن وأمه وعشبة خضراء قبضوا عليهم وجروهم لكن الجيران تجمعوا وطاردهم في الأزقة وحين أدركوهم سحب العبيد سيوفهم فخاف الناس و لكن في تلك اللحظة خرج من بينهم فتى ضخم الخلقة يرتدي عباءة تغطي رأسه ثم انضم إليه واحد آخر يشبهه وانتزعا غصنين كبيرين من شجرة ثم هجموا عليهم وتشجع الناس وأخذوا الأحجار والعصي وأيقن العبيد أنهم في ورطة فهددوا پقتل الأميرةوفجأة إمتلأت السماء بالغربان التي إنقضت على العبيد المسلحين ونقرت عيونهم فأنقذ الشابان الأميرة وحسن والمرأة ولما رفعا الغطاء عن رأسيهما صاحت عشبة خضراء بفرح سعفان ونعسان !!! لقد وصلتما في الوقت المناسب أجاب الغولان الصغيران ليس نحن فقط فلقد خرجنا مع أمنا للبحث عنك ووجدنا الراعي وتأكدنا أنك رجعت إلى المدينة ولما وصلنا شاهدنا الڼار وسمعنا الصياح وهكذا وجدناك وأمي هي من أطلقت الغربان .
ظهرت مرأة ضخمة أزاحت نقابها فخاف منها الناس لشدة قبحها فعانقت الأميرة بحنان وعاتبتها كيف تتركيني يا إبنتي وتذهبين هل هذا جزاء كرمي معك أجابت عشبة خضرا ء والله لقد إشتقت إلى والدي وكنت أنوي إخبارهما أني بخير ثم الرجوع إلى الغابةفهي مسكني قالت الغولة شلبية اذا كان الأمر كذلك فسأقودك إلى قصر أبيك والويل لمن يعترض طريقي !!! سارت الجموع في أزقة المدينة وتضخم عددهم بعدما عرفوا برجوع الأميرة وصاروا يهتفون باسمها وهي في المقدمة مع الغولة وأبنائها وبجانبهم العبيد الأسرى ېصرخون من شدة الألم في عيونهم التي ذهب بصرها ...
كان السلطان جالسا مع إمرأته يتسامران حينما سمعا الضجة فأطلا من الشرفة وشاهدا المشاعل والناس تأتي إليهم وقد اشتدت هتافاتهم حتى صارت تسمع في كل المدينة وفجأة دخل الحرس وهم يركضون وقالوا لهما إنها عشبة خضراء وقد جاءت ترافقها الناس والأغوال ويقال أن بعض أهل القصر حاول قټلها صاح السلطان إذا ما رواه حسن صحيح !!! وأمر الحرس بالقبض على بنات أخيه الثلاثة وإحضارهن أمامه في الحال لكن الأخوات سمعن بقدوم الأميرة وأدركن أنه لم يعد هناك شيئ يمكن فعله فملأن عربة بالمال والثياب وهربن في الظلام دون أن يحس بهم أحد . في ذلك الوقت كان السلطان يستقبل إبنته وحسن والغولة وولديها في مجلسه وقصت الأميرة على أبيها ما حصل فأتى بالعبيد العميان وأكدوا له ما سمعه فأمر بضړب رقابهم .
رجع الحرس للسلطان وأخبروه أن البنات الثلاثة قد إختفين ومعهن كثير من الذهب فانزعج وطلب بإغلاق أبواب المدينة وملاحقتهن لكن البنات سرن بسرعة وخرجن قبل إقفال الباب الأخير وقررن الذهاب لضيعة لأحد أصدقاء أبيهن لكن خرج ثعبان كبير في ذلك الظلام الدامس فخاف الحصان وبدأ يجري دون توقف وفي النهاية دخل غابة مليئة بالأشجار العالية فالتفتت البنات حولهن ولم يعدن يعرفن الطريق فاتفقن على الإنتظار حتى الصباح أما عشبة خضراء فأخبرت أباها أنها لن تعيش في القصر من الآن وتعودت على حياة الغابة والأكل مما تصطاده يداها حاول أبوها وأمها إثنائها عن رأيها لكن وعدتهما بالمجيئ دائما لرؤيتهما ووعدته الغولة بالعناية بابنته فلم يجد السلطان بدا من القبول وبعد أيام رجعت الأميرة للغابة وفي الطريق وجدت بنات عمها جالسات على الأرض وهن يتضورن من الجوع بعد أن نفذ زادهن ولما رأتهم الغولة شلبية كشرت عن أنيابها وقالت لقد وقعتن في قبضتي وسأطبخكن كسكسي باللحم .
بدأت البنات بالصياح وترجين عشبة خضراء أن تسامحهن فقالت للغولة بإمكاكننا تركهن لخدمة الدار وحراثة الحقل رد الولدان نعسان وسعفان أنت طيبة القلب وأمنا معها الحق في قتلهن!!! لكن الأميرة شرعت بالبكاء فرقت لها الغولةوقالت لها حسنا سيعشن لكن لا أريدهن أمام وجهي وسأخرجهن من هنا ولما أوصلتهن لطرف الغابة إنتظرن قليلا حتى إبتعدت شلبية ثم سحبت الكبرى منديلا أبيض من جيبها وبعد ذلك تسلقت شجرة وربطته على أحد الأغصان ولما نزلت منها قالت الصغرى ويحك لماذا فعلت ذلك أجابت الأخت يا لك من حمقاء !!! لم نفرغ من أمر عشبة خضراء بعد وسنرجع مع الصيادين والكلاب لقتل الغولة وأولادها وسيظنون تلك اللئيمة أختهم ويقتلونها معهم !!!