رواية لم يبق لنا إلا الوداع
المحتويات
اللي قاعدين حوالينا ممكن يطلبوا لي الشرطة ويقولوا أني خطڤك.
رسمت منار ابتسامة واهية فوق شفتيها فسارع سامر قائلا
.._بصي هو أنا آسف بس بلاش تبتسمي وخليك مكشرة أحسن علشان التكشيرة طلعت أرحم.
حينها ابتسمت منار بحرج وأردفت
.._مش أوي كده يا بشمهندس عموما أنا بشكرك على الدعوة وبعتذر علشان فمود مش متظبط وأرجو إن حضرتك متخدش عني فكرة غلط يعني أكمني وافقت أجي معاك أصل أنا أول مرة أخرج مع حد غريب وبصراحة بابا لو شافني ولا أمجد مش هيعدوا الموقف على خير أبدا.
________________________________________
مستعد أكلمه وأوضح له سبب مقابلتنا علشان أرفع عنك الحرج.
حمحمت منار بحرج فهي للحظة لا تعلم كيف تفوهت بتلك الكلمات فاعتذرت قائلة
لم يشأ سامر أن يضيف عبأ أخر عليها فملامحها تخبره بأنها تمر بظروف سيئة فابتسم لها محاولا التغاضي لتهون الأمر على نفسها وأردف
.._ولا يهمك المهم إني كنت حابب تصميمي لنا نموذج جديد لملامحق سكنية تكون بسيطة وتكلفة الإنشاء فالمعقول.
.._ إن شاء الله بس حضرتك هتحتاجه على أمته علشان أشوف وقتي والدراسة وكده.
أخبرها سامر بالتأني وترك لها مهلة مفتوحة دون قيود وأردف
.._ أنا أسف لسؤالي بس واضح إنك مرتبطة بوالدك بدرجة كبيرة على كده عندك أخوات غير أمجد.
احمر وجهها وأجابته بارتباك
.._ لا أمجد مش أخويا دي خطيبي ومكتوب كتابنا وهنتجوز بعد ما أخلص الكلية إنما أخويا فاسمه أحمد وعندي أربع أخوات بنات.
.._ آه أنا بعتذر أصلي افتكرتك مش مرتبطة علشان مشفتش الدبلة فأيدك فقلت إن أمجد يبقى أخوك عموما مبروك يا بشمهندسة.
رفعت منار يدها أمام وجهها وحدقت بإصبعها الملتهب وأردفت
.._ الله يبارك فحضرتك ولو على الدبلة فهي للأسف عملت لي حساسية واضطريت أقلعها علشان العلاج.
.._ وأمجد على كده زميلك فالكلية ولا فكلية تانية
هزت منار رأسها بالنفي وأجابته بعبوس
.._ لا أمجد متخرج من هندسة القاهرة من زمان وبيشتغل في مؤسسة علم الدين.
عقد سامر حاجبيه وهو يفكر بصاحب الاسم وهز رأسه بالنفي فأمجد الذي يعرفه متزوج من ليان علام ولا يمكن أن يكون هو الشخص نفسه الذي تتحدث عنه فكاد يسألها ولكنه تراجع كي لا يساء فهمه اختلست منار النظر نحوه وأحست ردة فعله أنه يخفي أمرا ما عنها فجأة ارتجفت وأحست بنغزة باردة تصفع قلبها ولم تدر لما أدارت وجهها وحدقت بعينه ورسمت على شفتيها ابتسامة بلهاء وهي تخبره
.._ تعرف يا بشمهندس أنا كان ممكن من أول يوم ليا فالكلية أقول إني مرات أمجد المشير علشان أسهل أموري زي باقي زمايلي ما عملوا لكن أنا محبتش أعمل كده وقلت إني لازم أثبت لنفسي وللكل أني مش محتاجة واسطة بس الحاجة الغريبة إن من أول سنة وأنا بقابل اضطهاد غريب زي ما يكون كان في حد بيحاول أنه يوقف خطواتي ومش عايزني أثبت وجودي فالكلية وللأسف اتعرضت لظلم كتير وفكل مرة كنت بحبط فيها كنت بفكر استغل صلتي بأمجد لكن كنت برجع تاني وأقول أكيد ربنا مش هيضيع تعبي وفعلا ربنا عوضني لما قلت أني مش هتكلم عن صلتي بأمجد لكن هدافع عن حقي فجيت وقابلت حضرتك والحمد لله ربنا كافئني والحقيقة ظهرت والتصميم اللي شاركت بيه فالمسابقة فاز.
لم ينتبه سامر لحديثها فقد تبلد عقله أمام ذكرها اسمه زوجها كاملا وأخذ يحدق بملامحها لا يصدق أن تكون منار زوجة ثانية لأمجد لاحظت منار صډمته وكادت تسأله ولكنها تراجعت وأحست أنها أكتفت من المفاجأت وقررت الانصراف ونظرت إلى ساعة يدها ووقفت بحرج وأردفت
.._ أنا آسفة يا بشمهندس بس الوقت عدى وأنا مش حابة أتأخر فأسمح لي أمشي.
أومأ بتفهم وسار بجوارها بقلب منكسر إلى الخارج وأشار لسيارته لمرافقتها إلى منزلها ولكنها رفضت بإصرار وغادرته بوجوم وجلست داخل إحدى السيارات تفكر بأمر تعبيرات وجهه الغريبة وردة فعله حين أتت على ذكر أمجد وازداد وجومها وزفرت قائلة
.._ أنا لازم أفهم في إيه بالظبط بيدور من حواليا وعرفاه
طلبت منار من السائق تغيير وجهته إلى أخرى بديلة وبداخلها تعاظم توترها فتلك زيارتها الأولى لمقر عمل أمجد الذي حذرها مرارا من الاقتراب منه تحت أي ظرف والآن هي لا تعلم كيف ستكون ردة فعله حين يراها أمامه ولكن مهما كانت استجابته عليها مواجهته ووضع حد لشكوكها صف السائق سيارته أمام بوابة المؤسسة الخارجية فغادرتها منار باضطراب ووقفت للحظات يحثها عقلها على التراجع ولكنها التقطت أنفاسها بقوة وخطت إلى الداخل فأوقفها أحد رجال الأمن فابتسمت بحرج وأردفت
.._ بعد أذنك كنت عايزة أقابل البشمهندس أمجد المشير.
تفرس بها الحارس بجدية وسألها باحترام وعلى شفتيه ابتسامة ترحيب
.._ لو مافيش أي مواعيد سابقة يبقى حضرتك ممكن تدخلي للسكرتيرة بأول دور وهي هتقولك على التفاصيل.
أومأت منار بابتسامة مماثلة لخاصته وتبعت ارشاداته حتى توقفت أمام مكتب السكرتيرة وقرأت اسمها المدون باللوحة فوق سطح مكتبها وطلبت منها رؤيته فبادلتها سميرة الابتسامة باحترام وأردفت
.._ البشمهندس النهاردة عنده اجتماع وللأسف الجدول مزحوم جدا ومش هيقدر يقابل أي
حد بدون ميعاد سابق فلو ممكن تسيبي بياناتك وأول ما المهندس جدوله يسمح بالمقابلة هنتصل ونبلغك بالميعاد.
بهتت ملامح منار وتساءلت عن أي اجتماع وجدول تتحدث وقد أخبرها أنه يعمل بمكتب يضم ضمن مئات المهندسين فنظرت إلى وجه سميرة وعقبت بحرج
.._ أنا آسفة بس الظاهر إن حضرتك فهمتيني غلط أنا أقصد المهندس أمجد المشير هو بيشتغل هنا في المكتب الهندسي بس الظاهر اختطل...
قاطعتها سميرة بعبوس طفيف قائلة
.._ حضرتك المؤسسة مفيهاش إلا المهندس أمجد المشير مدير المؤسسة ونسيب دكتور علام.
يتبع
________________________________________
رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الخامس بقلم منى أحمد حافظ
نزل القول على سمع منار وكأن سميرة أخبرتها نكتة هزلية فكادت ټنفجر ضاحكة ولكن أمام جدية ملامح سميرة ازدردت لعابها وسألتها بصوت متلعثم وهي تدعو الله أن يخيب ظنونها
.._هو البشمهندس متجوز بنت الدكتور علام
أكدت سميرة قولها بهزة طفيفة من رأسها وهي تشيح بوجهها عنها وتلتقط سماعة الهاتف تقول
.._ عم شعبان أعمل فنجان قهوة مظبوط
متابعة القراءة