عصفور وجراده

موقع أيام نيوز

كان في سالف العصر و الأوان وفي مدينة من مدن ذلك الزمان رجل فقير يلقب العصفور يعيش مع زوجته الملقبة الجرادة في كوخ صغير في الضواحي كانت الجرادة مستاءة جدا من كون زوجها عاطلا عن العمل فكانت تقوم بترقيع الملابس لتحصل على بعض المال
و في أحد الأيام خرجت الجرادة للسوق ثم عادت ساخطة على حال زوجها و خاطبته قائلة ما هذا الكسل يا عصفور اذهب و ابحث عن عمل فلو كنت عاملا لما احتجت أنا إلى ترقيع ملابس الآخرين فقال لها متململا و كيف يا جرادة في هذه الظروف الصعبة فقالت الأمر سهل جدا فقد مررت في السوق برجال يرتزقون و بطريقة أسهل مما تتصور..

و أشارت المرأة على زوجها أن يأخذ كيسا مليئا بالرمل ويدعي أنه يعرف الغيب فسيتجمع الناس حوله أفواجا يريدون أن يروا حظهم وما عليه إلا أن يجعل على الرمل خطوطا ويخبرهم بما يراه .أعجب العصفور بالفكرة و قرر أن يجرب فأخذ كيس رمل كما أشارت زوجته و اتجه إلى السوق وصاح في القوم بدرهم أقرأ لكم طالعكم أخذ الفضول الناس فواحد تلو الآخر بدئوا يتجمعون حوله ..
دخل عراف على كبيرهم و قال سيدي هناك من يدعي أنه يضرب الرمل وهو ليس من جماعتنا يجلس في وسط السوق و قد تجمع حوله جمع غفير من الناس و أنا أخشى يا سيدي أن يسلبنا رزقنا و يأخذ مكانك فانتفض كبير العرافين من مكانه و قال مزمجرا و أين هو 
برح مكانه و راح يراقب العصفور عن بعد و كان هذا الأخير قد بدأ يرتاح للوضع ويثق في نفسه و كانت السعادة بادية على وجهه و هو يرى الدراهم الفضية تنهمر عليه وبدا الناس مقتنعين بنبوءاته .
و كعادة ذلك الزمن كان الناس متحمسين لهذه الأمور بل مازالت هذه العادة إلى الآن عندما رأى العراف براعته في ضړب الرمل والتفاف الناس حولهعزم على إختباره . فراح يفكر في طريقة لكي لا يشك في أمره و بينما هو كذلك إذ وقعت عينه على عصفور صغير يطارد جرادة و هنا ترك الجرادة تمر و تعرض ببرنسه للعصفور فعلق فيه .و سار حتى وقف أمام العصفور الذي ظن أنه يريد معرفة حظه ففتح كيس رمله لكن كبير العرافين استوقفه قائلا لا .. لا لم آتي لهذا السبب لكن أعتقد أنك يا عزيزي ترى أن هذا العمل مربح كان العصفور يحدق في الرجل دون أن يفهم ما يقصده فأضاف قائلا أنا المشرف على هذه المهنة في السوق ولقد دخلت منطقتي وقمت بالعرافة دون إذني فإنك تستحق العقاپ ذعر العصفور لسماع هذه الكلمات و لعڼ زوجته الجرادة . هدأ العراف من نبرته وقال لكنني سأخضعك
إلى اختبار
 

تم نسخ الرابط