الجوع كافر.. قصة شخص باع إبنته الوحيدة ولكن فضل الله وسع كل شيء..قصة واقعية!
بقيت أتابعهم حتى وقعت عيني بعينه ورمقني بنظرات لازلت أذكرها حتى الآن!
أقيمت الصلاة بعد ذلك، وصلينا على مقربة من بعض
خلف المقام، ليلتفت نحوي ويخبرني بعصبية:
- من هذه الفتاة التي بعتها لي؟!
أجبته: -هي جارية لدي!
ليرد: - أبداً، لقد ألحيت عليها بالسؤال لتخبرني بأنك أبيها!..
لماذا فعلت ذلك ياهذا؟!
لم أدري كيف أجاوبه في تلك اللحظة ولكن قلت:
-لقد مرت علينا أيام صعبة، لم نذق فيها طعاماً ولا شرابا لأكثر من ثلاث أيام ..
وخفنا الموت من الجوع، لذلك قلت أن أبيع إبنتي
لعل الله ينقذني بها أنا وزوجتي وينقذها من الموت من خلالك!
عندها نظر نحوي الرجل البدوي باستغراب.. ثم قال ,,,
وأخرج كيساً كبيراً مملوئا بالمال، وأكمل:
فليكن هذا المال من نصيبك، ولكن شرط ألا تعود لفعل هذا الأمر أبداً.
حينها فرحت بشدة، وأقسمت له بأن ذلك لن يتكرر أبداً.
ثم حمدت الله على فضله و سجدت سجدة شكر لله.
بعد ذلك، إصطحبت إبنتي الى السوق لأشتري التمر
وبعض الحاجيات لي ولإبنتي، لأفاجئ بالحمال الذي قابلته أول مرة،
فصرخت فيه: أين كنت ياهذا؟!
فأجابني: لقد أسرعت في المشي لدرجة أنني بحثت عنك في كل مكان ولم أجدك!
فعُدت الى السوق علّي أعثر عليك من جديد، ولله الحمد فقد وجدتك الآن!
حينها، قررت العودة الى بيتي ودعوته ليلحق بنا لنرشده على الطريق..
ولما دخلنا البيت
ووجدت بقية المال الذي كنت قد أضعته في أسفل الحِمل!
وعندما رأت زوجتي كل ذلك، فرحت كثيراً واستبشرت خيراً مما شاهدته!
وعلمت أن بعد الكرب لابد من أن يأتي الفرج، وأن قول الله تعالى حق:"إن مع العسر يسرا"
لذلك، منذ ذلك الوقت، عاهدت ربي أن أحترم رزقه،
وألا أحقّر طعاماً أو أرميه أو أنبذه في القمامة أبدا ماحييت!
وأعتقد أنني لا أُلام أبدا على مارأيته مني ياشيخ، أليس كذلك؟!