قصه حكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره كامله
القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه ..
فقال أخو الصبية أيد الله مولانا قاضي القضاة أني أجرت هذا الغلام بستانا سالم
الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره ..
فالټفت القاضي إلى فيروز
وقال له ما تقول يا غلام
فقال فيروز أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان ..
قال نعم ولكن أريد منه السبب لرده .
قال القاضي ما قولك
قال والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت
فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد ..
قال وكان الملك متكئا فاستوى جالسا
وقال يا فيروز ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله ان الأسد دخل البستان ولم يؤثر
من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره ..
قال فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك والله أعلم