حين أتم شاب جامعته

موقع أيام نيوز

قصة_وعبرة 
حين اتم شاب جامعته كان مرشح لوظيفة  في شركة كبيرة وحين أنتهى من اﻷختبار اﻷولي ذهب للقاء المدير ﻹكمال اﻷختبار النهائي .  
رأى المدير سيرته الذاتية وكانت ممتازة ، حينها سأله  ؛ هل انت تتلقى أي منحة للدراسة ؟
أجاب الشاب ؛ ﻻ بل كان والدي يتكفل كل مصاريف دراستي 
سأله المدير ؛ ماذا يعمل والدك ؟

أجاب الشاب ؛ لديه ورشة صغيرة لصناعة وتصليح اﻷقفال والمفاتيح  ..
حينها طلب المدير من الشاب أظهار يديه .. فكشف  عن كفين ناعمتين ومثاليتين . 
سأله المدير ؛ هل سبق وان ساعدت والدك في عمله ؟
أبداً.... اجاب الشاب  والدي أراد أن أتعلم  واتفوق  في دراستي لنيل الشهادة الجامعية وأنه يتقن عمله أفضل مني ..
طلب المدير من الشاب عندما يعود الى البيت يقوم بغسل وتنظيف يدي والده ويرجع في صباح يوم الغد لرؤيته 
أستغرب الشاب كثيرا من طلب المدير ! وبدأ يسأل  نفسه ما عﻻقة ذلك وفرصة العمل .؟
ثم أنه لم يلتقي أبيه  منذ فترة ليست قصيرة رغم انه يعيش معه في سكن واحد ، ذلك ﻷنه غالبا ما يسهر مع اصدقائه و يعود متأخرا ليجد والده  قد أخلد للنوم ثم يبكر في خروجه  الى  عمله قبل أن يراه   
قرر اﻷبن العودة  مبكراً  الى المنزل وعند رجوع أبيه من عمله طلب السماح له بتنظيف  يديه 
تفاجئ  اﻷب بطلب أبنه !! وبدت عليه عﻻمات الدهشة ممتزجة بمشاعر  السعادة والرضا ولكنه التمس الترفق في تنظيفها 
بدأ اﻷبن ينظف والصدمة أذهلته  وكأنه يرى ﻷول مرة يدي والده المتجعدة والمصاپة بالكثير من الندب والكدمات والچروح وكان كلما دعكها ﻻزالة السخام المتراكم يتأوه الوالد مټألما ...
أدرك الولد حينها  أن تلك اليدين تحملت الكثير ودفعت ثمن باهض ﻷجله وأن ماوصل اليه من نجاح كان على حساب تعب متواصل وعمل شاق وتضحيات جسيمة قدمها له أبيه ..
أنفجر الشاب باكيا متأثرا وأخذ يقبل يدي والده شاكرا له مثمنا جهده الكبير ﻷجل تحقيق هدفه متأسفا لتجاهله شقاءه وتعبه المتجسد  بتلك اليد المتعبة .
نهض الشاب. مبكرا و  مر على ورشة أبيه فﻻحظ عدة العمل بأدواتها  الحادة و القاسېة وكيف أن والده تعامل معها على مدى سنين طويلة في مكان رطب وكئيب خﻻ من أبسط مقومات الراحة والترفيه وكيف أنه - الوالد يقضي ساعات طويلة يوميا منفردا بعمله ﻻيأنس اﻻ بإتمامه  .. فقام بتنظيم وترتيب  وإعادة كل شيئ الى مكانه وإزالة ماكان عالق على أدوات العمل من دهان واوساخ وخرج لمقابلة المدير 
وحين التقى به رأى المدير ان الشاب ليس كما وجده يوم أمس فمسحة الحزن تتراءى من عينيه وكذلك نظر الى يديه فﻻحظ بعض من آثار السخام أبى ان يختفي  رغم محاولة  التنظيف عدة مرات  فقال  له 
كنت أريد منك ايها الشاب عندما تستلم عملك هنا  تضع ڼصب عينيك قيمة مساعدة والدك لك ونكران ذاته ﻷجلك ..فهي فرصة  لتوفر له شيئ يسير من الراحة بعد المعاناة والتعب المضني من أجل رعايتك و توفير المال لك 
أللهم احفظ لنا ابائنا ومد في اعمارهم وارحم من رحل الى دار الحق واللهم صل على محمد وآل محمد 

تم نسخ الرابط