خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم للصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير
الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج
أخبرني عمن خلق من الماء
ومن نجا من الماء ومن هلك بالماء
فقال الغلام
الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام
والذي نجا من الماء موسى عليه السلام والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج
فقال الغلام
الذي خلق من الڼار إبليس والذي نجا من الڼار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج
أخبرني عن العقل والإيمان والحياء والسخاء والشجاعة والكرم
فقال الغلام
إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحدا في النساء.
والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحدا في بقية الدنيا
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحدا في النساء
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحدا في بقية العالم
والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحدا في الرجال.
فقال الحجاج
أخبرني عن أقرب شيء إليك
فقال الغلام الآخرة.
ثم قال الحجاج
سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبيا أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام
أخبرني عن النساء
فقال الغلام
أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطلع بعد على أحوالهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن
فبنت العشر سنين من الحور العين وبنت العشرين نزهة للناظرين وبنت الثلاثين جنة نعيم وبنت الأربعين شحم ولين وبنت الخمسين بنات وبنين وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين.
فقال الحجاج
وقال الحجاج في نفسه
إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قټلته فلما قدمها له
قال الحجاج
خذ ما تريد يا غلام
فقال الغلام
إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج
خذهم لابارك الله لك فيهم.
فقال الغلام
قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولاجمعني بك مرة أخرى.
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالما غانما بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه.