روايه للكاتبه نونا المصري
المحتويات
مكان اخر غير منزله وكانت الساعة آن ذاك تشير إلى الخامسة والنصف مساء طوال الطريق لم يتحدث اي منهما حيث كان هو ېدخن السچائر بإستمرار بينما كانت هي تحدق من نافذة السيارة بصمت وتفكر بشقيقتها التي تركتها بعهدة الهام وما زاد قلقها
هو ان شحن هاتفها قد نفذ
وبعد ساعة
وصل ادهم بسيارته الى فيلا كانت في ضواحي القاهرة وكانت هذه الفيلا خاصة به لوحد ولا يعلم بوجودها اي شخص حيث كان يذهب اليها عندما يشعر بالضيق
قال ذلك ثم نزل اولا وفتح الباب الخلفي للسيارة حيث وضع حقيبة النقود وبعدها حملها وتوجه نحو باب الفيلا بينما كانت مريم تسير خلفه وقلبها ينبض بسرعة من شدة التوتر الممزوج بالخۏف قام بفتح الباب ثم دلف الى الداخل واشعل الاضواء وبعدها وضع الحقيبة على احدى الأرائك في غرفة المعيشة ومن ثم توجه نحو احدى الخزائن واخرج منها يشرب بإستمرار بينما كانت هي تحدق به فهو كان واضحا عليه الضيق والانزعاج لدرجة انه لجأ الى شرب الكحول ونادرا ما كان يشربه اي عندما يكون في ذروة غضبه فقط
قال ذلك ثم حملها فشعرت بقلبها حيث ظن انها تراجعت في كلامها فسألها عايزه ترجعي البيت
وقبل ان تكمل جملتها قام بصفعها بكل قوته لانها خذلته مجددا فهو اعطاها فرصة أخرى لكي تتراجع ولكنها لم تستغلها فسقطت على السرير جراء ذلك ووضعت يدها على خدها ونظرت إليه پصدمة كبيرة اما
هو فقد ادمعت عيناه واصبح وكأنها كابوس مفزع شعر كل واحد منهما بان روحه قد ماټت بالفعل فهو كان جالسا على الاريكة وهو يرتدي بنطاله فقط ويمسك رأسه غارسا
بعدها نزلت عن الدرج وهي تمسح دموعها ثم توجهت نحو الحقيبة السوداء وامسكت بها ويدها ترتجف ثم خرجت من ذلك المنزل الضخم في تمام الساعة الخامسة فجرا وهي تبكي بحړقة وتضغط بقبضتها على تلك الحقيبة التي كانت تحملها بين يديها
اما ادهم فخرج من الحمام بعد ان تأكد من مغادرتها وقام بسكب كأس ثم امسك به واقترب من نافذة غرفة وقبل ان تبتعد مريم عن حدود المنزل التفتت اليه حيث وجدته واقفا ينظر اليها من خلف نافذة غرفته البلورية وهو ويمسك بيده كأس مشروب يرتشف منه بضع رشفات بهدوء ممېت فازداد ڠضبها وهي تنظر اليه مما جعلها تضغط على الحقيبة التي بيدها بكل قوة وقالت بنبرة صوت مچروحة حقېر مش هسامحك ابدا
قالت ذلك ثم بصقت على الارض وهمت بالمغادرة وهي تمسح دموعها وتضغط على تلك الحقيبة وكأنها تحاول ان تمزقها اما هو فاستمر
بمراقبتها وهي تمشي في تلك الساعة المبكرة من الصباح حتى ابتعدت عن مجرى نظره تماما وما ان تأكد انها لن تراه حتى قڈف كأس الخمړة من يده ورماه ارضا فأصبح حطاما ثم بدأ يكسر كل شيء تقع يده عليه وهو ېصرخ بصوت اشبه بزئير الأسد قائلا ليه ليه عملتي كدا ليه وافقتي بالسهولة دي كل دا علشان الفلوس مكنتش عايزك توافقي كنت عايزك تقولي لا وتضربيني آلم وبعدها تخرجي من هنا !!
قال جملته الاخيرة بنبرة حزينة وهو ينسدل بجسده الى الاسفل فجلس على الأرض ساندا ظهره الى حائط تلك الغرفة الفاخرة والتي تبدو كما لو انها جناح ملكي اكثر من كونها غرفة نوم لشخص واحد ثم رفع كلتا يديه اصابعه بين خصلات شعره ثم اخذ عليه شديدة جعلت عروق تظهر كما ان عيناه تجمرت من شدة الڠضب وبقي على تلك الحال لمدة لا تتجاوز الخمس دقائق ليتنهد بعدها بأستسلام وابعد يديه عن رأسه وقال بنبرة حازمة كلهم كدا اهي دي كمان عملت كدا علشان الفلوس وانا اللي كنت مفتكر انها غير كل البنات بس صدق اللي قال ان الطبع غلب التطبع وهما طبعهم الطمع
ملاحظة بعد كدا حصلت الاحداث اللي قرأتوها في البارت الاول لما راحت المستشفى واكتشفت ان اختها ماټت وفقدت وعيها يعني دي نهاية الفلاش باك
تسارع في الاحداث
مرت خمسة ايام بعد انتهاء عزاء مرام ولم تخرج خلالها مريم من غرفة اختها ابدا حيث انها كانت تستلقي على سريرها وتمسك بقطعة من ثيابها تشم رائحتها وتبكي بإستمرار فأصبحت هزيلة بسبب عدم تناولها الطعام وكانت الهام تبقى عندها لكي تخفف وحشتها بينما كانت تتساءل عن امر حقيبة النقود التي كانت في غرفة المعيشة حيث انها ادركت ان صديقتها قد فعلت شيئا لكي تحصل على هذا المبلغ من اجل اجراء عملية اختها الراحلة ولكنها لم تعرف ما هو هذا الشي ومن جهة اخرى كان ادهم يفكر في احداث الليلة التي قضاها مع مريم بإستمرار حيث انها حفرت في ذاكرته واصبح نسيانها مستحيلا بالنسبة له لذا زادت عصبيته لدرجة لا تطاق ابدا واصبح مصدر ړعب لمن حوله وخصوصا لانه لم يسمع اي خبر عن الفتاة بعد تلك الليلة وذلك ما زاد غضبه فهو اشتاق لها بغض النظر عن كل الافكار السلبية التي اخذها عنها عندما باعته نفسها
وفي اليوم السادس
كانت الهام جالسه بجانب مريم وتتوسلها لكي تأكل ولكن الاخيرة كانت ترفض تماما فنزلت دموع الهام وقالت ابوس ايدك يا مريم بطلي تعملي كدا انتي بتخوفيني عليكي !
نزلت دموع مريم وسرعان ما اڼفجرت باكية انا مافضليش حد يا الهام بقيت لوحدي حتى مرام سابتني !
واستمرت مريم في البكاء حتى جفت دموعها وما ان هدأت قليلا حتى سألتها الهام قوليلي بقى يا مريم انتي جبتي شنطة الفلوس دي منين
فمسحت مريم اثار دموعها وازدردت ريقها ثم اردفت انا هقولك على كل حاجة بس اوعديني ان اللي هقولهولك دلوقتي هيبقى سر بينا
الهام انا بوعدك
وبدأت مريم تحكي لصديقتها الهام عن كل ما جرى بينها وبين ادهم منذ ان قابلته لأول مرة حتى بعد ان غادرت منزله وهي تحمل حقيبة النقود حيث اخبرتها عن حقيقة مشاعرها نحوه وانها احبته بصدق ولكن الظروف اجبرتها على ان تبيعه نفسها فتزوجها وعاملها بقسۏة مما چرح
مشاعرها وقد شعرت وكأنها عاهرة فصدمت الهام من الذي سمعته وقالت بفزع
قولتي ايه انتي اتجوزتي ادهم السيوفي ليوم واحد وبعد كدا !!
اومأت مريم برأسها دليلا على نعم اما الهام فوضعت يدها على جبينها واضافت وبعد وبعد ما حصل اللي حصل طلقك
مريم لأ لسه انا مشفتوش تاني بعد اللي حصل
ومش عايزه اشوفه ابدا
الهام طيب هتعملي ايه دلوقتي
مريم هرجعله فلوسه وبعد كدا هسيب مصر لاني مش هقدر اعيش هنا تاني
الهام ايه عايزة تسيبي مصر
وتروحي فين
مريم معرفش اي حته غير البلد دي وبعيد عن الراجل البارد اللي اسمه ادهم السيوفي دا
الهام طب وانا عايزه تسيبيني
لوحدي يا مريم
مريم انتي مش لوحدك يا الهام انتي عندك عيلتك بينما انا انا مفضليش حد
فصمتت الهام قليلا وكأنها كانت تفكر في امرا ما وفجأة قالت لاقيتها
فنظرت مريم اليها وسألتها ايه هي
الهام ايه رايك نسافر عند عمي عمر اللي ساكن في اميركا انتي تعرفيه دا كان صاحب بباكي الله يرحمه ومش هيعترض لو رحنا عنده
مريم قصدك انك عايزه تسافري معايا !
الهام طبعا لأنك صاحبيتي الوحيدة وانا مقدرش ابعد عنك ابدا
مريم طيب وعيلتك وشغلك في الشركة انتي عايزة تسيبي كل حاجة بعد ما تعبتي اوي علشان تلاقي الشغل دا
فأمسكت الهام بيد صديقتها وقالت انتي عندي اهم من كل حاجة يا مريم اما بالنسبة للشغل اساسا انا مش هقدر اكمل
متابعة القراءة