رحلة إلى العالم الآخر

موقع أيام نيوز

عندما قلت له اسمي أحمد جمال الدين إبراهيم، سألني إن كنت ابن أخيه. رد الاثنان بسرعة بفك وثاقي وقالا لي: “نحن الاثنان هبطنا من منزلنا منذ وقت طويل، ووصلنا إلى هنا وحاولنا العثور على مخرج، لكننا كنا صغارًا في ذلك الوقت. اضطررنا للعيش هنا ومواجهة التحديات والصعاب. ولكن بفضل الله، تمكنا من تجاوزها. يا ليت تشاركنا تفاصيل ما حدث طوال تلك الفترة وكيف وصلت إلى هنا بالضبط.”

بعد أخذ نفس عميق، أبلغتهما بأن والدتي أخبرتني عن مصيركما الغامض، ما دفع فضولي لاستكشاف الحجرة المغلقة منذ اختفائكما. هبطت من الفتحة التي ألقتني في الماء واكتشفت وجود عملة معدنية في الأعماق. قدمتها لأحدهما وهو مبتسم، فقال:
“هذه العملة كانت في جيبي عندما صعدنا من الماء واسترحنا. لولا تدريبنا على السباحة في النيل منذ صغرنا، لما تمكنا من الوصول إلى هنا. عندما وصلنا إلى هذا المكان، جمعنا أخشابًا وبنينا الكوخ الذي عشنا فيه طوال تلك الفترة.”

نجحنا في إشعال النار باستخدام الحجارة، وكنا نقوم بجمع الثمار وصيد الأسماك من البحيرة التي ينبعث منها المجرى الذي جئت منه، إذ كانت تقع على مقربة من هنا. وهناك بعض الغزلان التي تعيش في هذه المنطقة، ولكن من الصعب أن نصطادها. لم نغامر بالتوجه عميقًا في الغابة، بل فضلنا البقاء قرب موقع هبوطنا، عسى أن يصل إلينا شخص ما. وها أنت تقف أمامنا بعد سنواتٍ عصيبة مرت علينا.

نظرت إلى عمي إبراهيم وأخبرتهما: “يجب أن نبحث عن مخرج، يجب أن يكون هناك طريقة للعودة.”

فرد عمي إبراهيم: “هل أنت واثق من ذلك؟”

أشرت إليه برأسي بالتأكيد  نعم.

تأكدت من صعوبة أن يكون هذا المكان بعيدًا جدًا عن الأرض، وكيف يُمكن للهواء والحيوانات المائية وغيرها أن تتواجد هنا؟

جهزنا أدواتنا وأغراضنا التي جمعها عمي خلال إقامتهما، وبدأنا في استكشاف الغابة.

لا يوجد لدينا مفهوم لليل والنهار في هذا المكان، حيث أن الضوء مُتلاشٍ ولا نعرف مصدره بالتحديد. المكان لا يعتمد على الشمس كمصدر للإضاءة، لذا كان لديَّ فقط هاتفي المحمول لمعرفة الوقت.

واجهنا أمورًا غريبة خلال رحلتنا، وكلما تقدمنا، زاد خوفنا من أن يكون المخرج بعيدًا أو أننا نبحث في المكان الخطأ.

بعد فترة طويلة، تقريبًا يوم كامل، اكتشفنا شيئًا غير متوقع وصعب تصديقه لعيوننا.

كانت هناك قرية صغيرة في وسط الغابة، وفي البداية شعرنا بالخوف واختبأنا وراء الأشجار. فجأة، ظهرت رمحًا متوجهًا نحونا، ورجل يحمل آلة تشبه الماسورة المصنوعة من الخشب وتحمل أسهم صغيرة. رفعنا أيدينا وألقينا رماحنا واستسلمنا، فكانوا يتحدثون اللغة العربية الفصحى. قال أحدهم:

“تقدموا أمامنا ولا تحاولوا الهروب لئلا يحدث لكم أي ضرر.”

تم نسخ الرابط