رواية جديدة جميلة جدا وممتعة بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز


وهي بين أحضانه .. لا تعلم كيف استطاع أن يبتعد عنها كل هذة المده أم أن ضيقه منها غلب اشتياقه .
كان ينتظر هذة المكالمة منذ أول يوم لها ببيت أبيها .. كاذب هو إن قال أنه لم يشتاق لها كان يتركها بمنزل والديها وهو يتمنى لو تعود له باليوم التالي بأي مبرر مهما كان سخيف وهو كان سيصدقها فقط لتعود له .. ولكن لا يمكنه إظهار رغبته في عودتها فقد أخطأت مهما كان السبب لكن يبقى الخطأ جثيم لا يمكنه إمراره دون عقاپ .. وهو يعلم جيدا أن البعد عقاپ مناسب تماما لها لكنه وقع في العقاپ هو


أيضا والآن يعقاب ببعدها دون ذنب .. لو قال أن أيامه التي مرت كانت ثقيله كالجبال بدونها لن يكن يبالغ أبدا .. كانت الأيام تفتقد مذاقها سواء كان حلوا أو مرا يستيقظ ليذهب للعمل ويعود ليتناول غدائه بالكاد ويجلس باقي اليوم يتابع أعماله حتى ينال منه الإرهاق فيذهب للنوم الذي يجافيه ولا يأتيه إلا بعد ساعات ... وهكذا كل أيامه أصبحت متشابهه كحاله تماما قبل معرفتها .. وأخيرا جاءت مكالمة والدها لتنقذه على الأقل سيكون هناك سبب لذهابه إليها ..
جلست أمامه بعد أن أشبعت عيناها من النظر له أثناء حديثه مع والدها بأمور مختلفه وهو أيضا كان ېختلس بعض النظرات ويظنها لا تلاحظه لكن عيناها كانت راصدة لكل حركة تصدر منه .. وأخيرا تركهما والديها ليتحدثان بحرية ويسويان أمورهما .. لا تعلم لم كل هذا التوتر الذي تشعر به وكأن بعدها لأيام صنع حاجز غير مفهوم بينهما ..
ثبت أنظاره عليها بعدما خفضت بصرها عنه يطالعها باشتياق كڈب من قال أن البعد يولد الجفا فالبعد لا يولد سوى الإشتياق أي جفا هذا وهو يلتهمها الآن بعيناه يلاحظ ما طرأ عليها في الأيام الماضية .. نحفت قليلا وفقد وجهها نضارته المعروفة هذا أكثر ما لاحظه .. تنهد بضيق وهو يراها تحك أحد أظافرها بالآخر .. حركتها المعتادة حين تتوتر ..
هتكسري ضافرك .
رددها بنزق بعدما سأم من توقفها عما تفعله .. رفعت نظرها له وقد توقفت بالفعل وأول سؤال نطقت به 
مكنتش بترد عليا ليه 
رد بنبرة جامدة 
محستش إني كنت لسه هديت .
سألته بعتاب واضح 
10 أيام مش كفاية عشان تهدى يا ياسر 
أجابها بنبرة محتدة 
لأ مش كفاية .. تخيلي إنهم فعلا مش كفاية وماما كل يوم تكلمني مستنية تعرف أنا عملت ايه معاك عشان أخدلها حقها منك .
هزت رأسها برفض وهي تردد 
ياسر أنا والله ما بكدب مامتك فعلا عملت كده و..
قاطعها بإصرار على موقفه 
هرجع تاني أقولك موضوعي مش مين الصادق ومين الكداب .. موضوعي ازاي أصلا تفكري ترفعي ايدك عليها !.
طأطأت رأسها بخزي وهي تقول 
معاك حق أنا غلط ومهما هي عملت مكنش ينفع أبدا أضربها بس أنا والله مكنتش حاسه بنفسي أنا أعصابي كانت تعبانة لدرجة إني بعدين مستوعبتش أنا ازاي عملت كده .
هز رأسه بتفهم وقال 
تمام طيب ايه الحل دلوقتي للوضع الي احنا فيه 
رفعت رأسها له وهي تردد رغم ضيقها الداخلي لكنها معترفة بخطأها 
لو عاوزني أروح اعتذر لمامتك معنديش مانع .
طالعه بصمت لثانيتان تقريبا قبل أن يزفر أنفاسه بضيق وقال 
ماشي يلا عشان نمشي وهنروح لماما قبل مانروح .
أخذت نفسا عميقا تدعو الله أن يلهمها القوة والصبر للتعامل مع تلك المرأه مجددا .
أنا

آسفة يا طنط حقيقي آسفة أنا أعصابي كانت تعبانه ومعرفش عملت كده ازاي .
أنهت حديثها طابعة قبلة فوق رأسها وكف يدها وهي تردد اعتذارها مرة أخرى ..
زفرت أنفاسها بضيق وهي تردد 
ماشي وأنا قبلت اعتذارك بس مش عشانك عشان ابني وعشان شوفت قد ايه كان زعلان وحاله معجبنيش وأنت بعيدة عن البيت .. بصي يا زينب وبقولهالك بكل صراحة وقدام ابني اهو .. أنا مفيش بيني وبينك غيره ومن هنا ورايح علاقتي بيك هتبقى عشان خاطره هو وبس غيابك وحالة ابني وقتها أكدولي إنك عمرك ما هتطلعي من حياته وأنا مش هفضل طول عمري أهري وأنكت في نفسي كده .. هو حر في حياته وإن كان اختارك أنت فأنا هتعامل معاك عشانه هو وبس معاملة طيبة صباح الخير .. صباح النور وتيجي كل جمعه تتغدي معانا ابني طبعا هيعدي عليا كل يوم ويشوفني وأنت لو عاوزه تيجي في وسط الأسبوع مش هقولك متجيش بس يوم الجمعه ده أساسي .. ويبقى التعامل بينا رسمي كده ده اريح ليك وليا بدل المشاكل وۏجع الراس .
أومأت زينب موافقة فهي بالأساس لا تريد أكثر من هذا نهض ياسر ليجيب على هاتفه فأكملت والدته 
بصي مفيش غيري أنا وأنت اهو وحياة عيالي أنا مقولت ولا حرف من الي قولتيه عليا وجبتلك دكتور وقالي إنك عندك برد حوار العيل الي عاوزه أنزله ده والله يمين يحسابني عليه ربنا ما قلته ولا حصل واعتقد
 

تم نسخ الرابط