رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


لو مكنتش البنت ديه موجوده في حياتنا كان مها ورسلان حبوا بعض وأتجوزوا وبنتنا سعيدة في حياتها.. لكن شوفت هي عملت في حياتنا إية..أنتشلناها من الشارع وهي عضت إيدينا
ولأول مرة في حياته كان عبدالله يصفعها.. يصفعها بكل قوته.. يصفعها وهو يعلم أنها السبب في كل ما فعله.. حبه لها كان لعڼة.. لعڼة لم يعفو عنها الزمن ولا يظن أنه سيمحيها يوما.. فهو يستحق أن يعيش الباقي من عمره معذب الضمير

ومع صړاخ ناهد وذهولها وهي تضع يدها على خدها مصډومة من فعلته كان يهوي على الفراش يضع يده على قلبه يلتقط أنفاسه الهادرة بصعوبة
 ملك... ملك بنتي يا ناهد
ولكن ناهد لم تكن تعي شىء حولها إلا تلك الصڤعة التي جعلتها كالمچنونة.. تلتف حولها لعلها تجد أي شىء تنفث فيه ڠضبها.. وقعت عيناها على ملك التي أتخذت الجدار ملاذ لها تطالع المشهد وتستمع لحديثهم.. تجمدت عينين ناهد نحوها تقترب منها ببطء
 كله ده حصل بسببك.. شايفه وصلتينا لأية..
 ماما
صړخت بها ناهد وقد أصبح قلبها يغلفه الظلام والحقد
 أنا مش أمك.. أمك رميتك وأنا اللي ربيتك
عبدالله الذي كان يلتقط أنفاسه بصعوبة.. كان يهمس بكل الحقيقة التي أخفاها مع الزمن ولكن وحده ضميره هو من كان يسمعه
 سامحيني يا أمل ظلمتك زمان وظلمت بنتي.. سامحيني
 ماما متكذبيش عليا.. قوليلي أنك بتكذبي وإنك بتقولي كده عشان زعلانه مني
ولكن ناهد لم تكن ترى أمامها إلا صورتها في الماضي وهي ترى صديقتها تزف على الرجل الذي أحبتة يوما ولم يكن إلا نصيب صديقتها .. دفنت حبها ومضت في حياتها أرتبطت برجلا آخر لتمحو خيبتها إلى أن جاء عبدالله ذلك الموظف الذي كان كلما طالعها بعينيه شعرت بأنها إمرأة كاملة
ولكن تلك الخيبة ظلت نقطة في قلبها 
كل شىء مضى مع الزمن ولكن أن تعيش أبنتها تجربتها وېحترق قلبها لا وألف لا.. ستهدم تلك الصورة المثالية التي تظهرها للجميع .. ستهدم صورة ناهد الطيبة وستدافع عن حقها وحق إبنتها
 كفاية لحد كدة.. قسمتي بنتي في كل حاجة في حياتها ..غلطة وجيه الوقت أصلحها
 ماما.. 
 مش عايزة أسمعها مش عايزه أسمعها منك.. أنت مش بنتي أنت بنت من الشارع روحي دوري على أهلك 
 ناهد.. كفاية يا ناهد 
تجمدت في وقفتها تلتف خلفها بعدما أرتطم جسد عبدالله بالأرض فلم يتحمل قلبه رؤية وسماع المزيد.. وحده من يستحق حړقة القلب وحده من يستحق المۏت.. صړخت بقلب خائڤ 
 عبدالله.. عبدالله 
........
أرتجف قلبها خوفا وهي ترى حركة سكرة وصهيلها بعدما كانت ساكنة تتمسح بها.. الټفت خلفها ببطء ولكن سرعان ما تلاشي خۏفها وانبسطت ملامحها براحة كحال أنفاسها التي أخذت تزفرها بهدوء وبطء
 سليم بيه.. 
هتفت اسمه بسعادة كالطفلة الصغيرة وقد لمعت عيناها بتلك النظرة التي لم يفهمها يوما.. اقتربت منه بعدما تأملت سعادة سكرة لرؤيته 
 كنت بحكي لسكرة عنك يا بيه... كنت بقولها إني بحبك أوي.. وأنك جميل وطيب وشبه الشاطر حسن 
هتفت عبارتها ببساطة دون أن تنتبه لنظرة عيناه الفاحصة لها 
تعلقت عيناها نحو يديه التي أرتفعت لتقبض على كتفيها فاصبحت أسيرة ذراعيه 
 أنت عايزه إية بالظبط يا فتون.. قوليلي عايزة إية بالظبط 
طالعته پخوف وقد داهمتها تلك الليلة التي رسخها مسعد في عقلها.. ابتلعت لعابها وهي تحاول الأبتعاد عنه ولكنه كان يقبض على كتفيها بقوة قد ألمتها 
 أنا مش عايزة حاجة يا بيه.. سليم بية أيدك بتوجعني 
تملصت من قبضته بعدما خفف قبضت يداه عنها
 أنت بتبصلي ليه كده يا بيه.. هو أنا عملت حاجة زعلتك يا بيه
 أنا تايهه يا فتون حقيقي لأول مرة أكون تايهه في حياتي 
تعلقت عيناها بعينيه.. وقد أغمض عيناه يتخيلها بين ذراعيه وهو ينالها..
 أنت تعبان يا بيه.. 
هتفت عبارتها وقد تجاوزت خۏفها.. ف رب عملها ليس ك حسن و مسعد إنه دوما عطوف وحنون معها.. هو يحتاجها يحتاج لأحد أن يسمعه.. كانت بريئة حتى في رؤيته بتلك الصورة المثالية 
 أنا عارفة إني خدامة يا بيه بس أنا ممكن أسمعك
واردفت بعدما وجدته يطالعها بنظرة لم تفسرها إلا إحتياج أيد حنونة تمسد أوجاعه 
 أنا بعرف أحفظ السر كويس يا بيه 
ابتعد عنها بعدما أخذه شيطانه لطريق يبسطه له منذ أن فتحت عيناه السيدة ألفت عليها 
 أنا صحيح مكملتش تعليمي يا بيه بس بعرف أفهم 
خادمته الصغيرة تظن إنه يحتاج لأحد يسمعه وأه لو تعلم كيف كان يتخيلها منذ لحظات.. إنه كان راغب عطش وبشدة في تذوقها وقطف التفاحة المحرمة .. إنه يريدها بلطافتها تلك وتلك البراءة التي تنبض في عينيها.. يريدها كما هي بتلك النظرة التي تجعله يشعر إنه حقا بطلا ورجلا نبيلا كالفرسان 
وضميره ېصرخ به أفيق يا سليم.. أنت لم تفعلها يوما.. النساء يمرون في حياتك كالصفقة يجمعك بهم عقد شرعي.. ولكن فتون ليست من نساءك ستمدغها بالعهر.. ستنالها حتى تشبع ثم ستلقيها خلفك وستمضي.. 
 الوقت أتأخر يا فتون.. روحي نامي 
طالعته وقد تجاوزها واقترب من فرسته المحبة يداعبها بيديه 
 بعد كده متخرجيش في وقت متأخر زي ده.. المزرعة فيها عمال بتشتغل 
طالعت المكان حولها تفرك يداها بهلع وقد أخذ جسدها يرتعش عندما تخيلت ما يمكن أن يصيبها 
 أنا مكنتش عارفه أنام..قولت أتمشى شوية بس مفكرتش إن ممكن حاجة وحشه تحصلي هنا 
التف نحوها بعدما أستشعر الذعر في نبرة صوتها 
 محدش يقدر يأذيكي يا فتون طول ما أنت في حمايتي .. لكن لازم تحترسي في خطواتك.. حتى وقفتك معايا هنا غلط 
هتف عبارته بعدما انتبه لهيئتها.. ثوبها كان ملتصق بتفاصيلها التي تضج أنوثة.. حجابها لم يكن محكوم على خصلات شعرها بل ظهرت خصلاتها بحرية 
 اعدلي حجابك وياريت تاخدي بالك من لبسك بعد كده..مفاتنك بدأت تظهر.. جسمك معدش صغير زي ما أنت فاكرة..
سلط عيناه نحو فرسته التي أخذت هي تداعبه بعدما توقف عن مداعبتها وكأنها تطالبه بإهتمامه 
طالعته بأعين متسعة وانتقلت بعينيها نحو جزء تعلم تماما أنه فتنة في جسد المرأة.. دمعت عيناها وهي تدرك مقصده إنها لم تعد بالفعل صغيرة كما كانت.. لقد وضحت معالم أنوثتها وأصبحت بجسد إمرأة وليست تلك الطفلة الصغيرة صاحبة الضفائر .. أسرعت بخطاها هاربة وقد أنحدرت دموعها على خديها 
وقفت أمام المرآة بعدما ولجت غرفتها تنظر إلى مفاتنها بتفحص.. الثوب ملتصق وهي لم تعد بالفعل صغيرة 
والطفولة التي لم تشعر بها قد ودعتها وأخذت الليل بطوله ترثي حالها باكية
........
طالعها رسلان بعينين عاشقتين يود لو ينتشلها من على مقعدها يضمها بين ذراعيه ويخفف عنها.. أسرعت نحوه خالته ووالدته بعدما خرج من الغرفة القابع بها عبدالله 
 أطمنوا يا جماعه عمي عبدالله بخير.
 خليني أدخله يا رسلان.. أرجوك يا حبيبي 
أندفعت ناهد نحو حضنه فضمھا إليه يربت على ظهرها ومازالت عيناه عالقة نحو التي وقفت منكمشة على حالها 
ربتت كاميليا على ظهر شقيقتها تطمئنها
 ناهد كفاية عياط.. رسلان طمنا على حالته 
ابتعدت عنه ناهد تنظر في عينيه لتتأكد من صدقه 
 بجد كويس يا رسلان.. طب خليني أدخل ليه
 والله يا خالتي هو كويس.. بكره الصبح ممكن حالته تسمح أدخلك ليه.. روحي أنت وأرتاحي.. خديها يا ماما ترتاح.. انا كده كده قاعد في المستشفى 
 يلا بينا يا ناهد ونيجي الصبح نشوفه.. تكوني أرتاحتي عبدالله محتاج يشوفك قوية ولا عايزاه يزعل
 

تم نسخ الرابط